الأخبار و التقارير الإعلامية

ﺧﺪﻣﺖ ﺿﻴﻮف ﷲ 20 عامًا .. ورحلت في مثل هذا اليوم " سوسن آل مطر " .. العاشقة الشغفة بالحبّ .. كانت امرأة من حديد


وسام الناصر -  ﺧﻠﻴﺞ اﻟﺪﻳﺮة

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﺎرﻏﺎً ، وﻟﻜﻦ ﻟﻠﻤﻮت ﻛﻠﻤﺔ أﺧﺮى، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮاﺣﻠﺔ عشبةً نديّةً ﻋﻠﻰ وﺟﺪان اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻤﻌﻘﻮﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ، وطيبةً  ﺗﻄﺒﺐ ﺟﺮاﺣﺎت اﻷﻳﺘﺎم، وﺗﺪاوي أﻟﻢ اﻟﻔﻘﺮاء، وﺗﺪاﻋﺐ دﻣﻮع اﻷراﻣﻞ، وﻋﺎﺷﻘﺔ ﻓﻲ أﻧﺎء اﻟﻠﻴﻞ ﺗﻨﺎﺟﻲ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ أن ﻳﺰﻳﺪﻫﺎ صبراً ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﻼﺋﻬﺎ، وﻃﻮل امتحانها ...

"سوسن عبد الكريم آل مطر " .. اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ ﺗﺎروت اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ، وأﻳﻘﻮﻧﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮي ورمزاً  ﻟﻠﻌﻄﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، اﻟﺘﻲ رﺣﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم، ﺗﺎرﻛﺔ إرثاً خالداً  ورصيداً  ﻻ ﻳﻨﻀﺐ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻟﺒﺬل واﻟﻌﻄﺎء، اﺳﺘﻠﻬﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﺸﻘﻬﺎ ﻟﻠﺨﻴﺮ، ﻳﺴﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﻛﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻮا ًء ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ أو اﻟﺤﺞ ﺑﻜﻠﻤﺎ ٍت ﻗﺪ ﻻ ﺗﻮﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ؛ ﻓﺎﻟﻤﺪﻳﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ لروضة الطفل السعيد بجمعية تاروت " حميدة المعاتيق " تقول ( ماذا أقول عن سوسن !! ) رﻏﻢ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻬﺎ رﻏﻢ ﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ إﻻ أﻧﻬﻢ ﻋﺠﺰوا ﻋﻦ وﺻﻔﻬﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﻗﺪ ﻻ ﺗﻮﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﺘﻨﻮﻋﺖ ﻋﻄﺎءاﺗﻬﺎ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .

اﻟﺤﺸﻤﺔ اﻟﻨﻘﻴﺔ

ﺗﻀﻴﻒ: ‘‘  أﺗﺨﻴﻠﻬﺎ ﺗﺎرة ﺑﻌﺒﺎءﺗﻬﺎ اﻟﻤﺤﺘﺸﻤﺔ ﺗﺘﻔﻘﺪ ﺑﻴﻮﺗﺎت اﻷﻳﺘﺎم واﻟﻔﻘﺮاء وﺗﺴﺠﻞ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻟﺘﺮﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ، وﺗﺎرًة أﺗﺨﻴﻠﻬﺎ واﻷﻗﻼم واﻷوراق اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ واﻟﻤﻘﺺ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﺠﺴﻢ ﻟﻮﺣ ًﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻟﻔﻜﺮ ٍة ﻋﻠﻤﻴﺔ أو ﻟﻌﺒ ٍﺔ ﻣﺴﻠﻴﺔ أو ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﻟﺮوﺿﺔ، وإ ﱠن أﻛﺜﺮ ﻣﺎﻳﺸﺠﻴﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﺨﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ اﻟﻤﺴﺮح، وﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﻄﻔﻠﺔ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ اﻟﻤﻤﻴﺰ وﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ، وﻗﺪ ﺧﻄﻔﺖ ﻗﻠﻮب وﻧﻈﺮات اﻷﻃﻔﺎل؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮﻧﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺷﻐ ٍﻒ واﺳﺘﻤﺘﺎع وﻛﻨﻘﺎء ﻗﻠﺒﻬﺎ اﺧﺘﺎر ﻟﻬﺎ ﷲ ﻣﻮﻋﺪ ًا ﻟﺮﺣﻴﻠﻬﺎ، ﻓﻜﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎدﻣ ًﺔ ﻟﺤﺠﺎج ﺑﻴﺘﻪ اﻟﺤﺮام ﻓﻘﺪ رﺣﻠﺖ ﻓﻲ أﻳﺎم ﻋﺮﻓﺎت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﺘﺼﻌﺪ روﺣﻬﺎ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻟﺒﺎرﺋﻬﺎ‘‘ .

18 عامًا 

 سنوات طويلة , يُلفت إلى أنه عمل معها طيلة 18 عامًا ؛  «سوسن » الذي عمل مع «حسن المرهون» 
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮة ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﻌﺐء اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻬﺎم ﻫﺬه اﻟﻠﺠﻨﺔ رﻏﻢ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ، إلّا أﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺠﻬﺪ وإﺧﻼص دون ﻣﻠﻞ أو ﻛﻠﻞ، ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻷوﻗﺎت ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺔ، وﺑﻌﺪ اﻟﺪوام ﺗﺘﻔﻘﺪ ﺑﻴﻮت اﻟﻔﻘﺮاء ﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺪﻗﺎت اﻟﻔﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ واﻟﺪﺗﻬﺎ المُسنّة  ﻓﻼ ﺗﺼﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ إلاّ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﺴﺎء، وﻋﻤﻠﺖ ﺑﺎﻟﺮوﺿﺔ صباحاً  وﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ مساءً ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺎ دوراً كبيراً ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺞ وﻣﺴﺮح اﻟﺮوﺿﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻋﻤﺎل اﻟﺪﻳﻜﻮرات اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺗﻮﻓﻴﺮﺣﺎﺟﻴﺎت اﻟﺮوﺿﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻮاق .

ﻋﻮن اﻷﻣﻬﺎت

ويتابع : ‘‘ كانت -رحمها الله-  ﺗﺮاﻓﻘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻼت اﻟﻤﻌﺪّة ﻟﻠﻔﻘﺮاء واﻷﻳﺘﺎم ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة ﻗﺮاﺑﺔ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻮناً  ﻟﻸﻣﻬﺎت، وأُمًّا ﺣﻨﻮﻧاً ﻟﻸﻃﻔﺎل ﺗﺤﻤﻠﻬﻢ وﺗﺪاﻋﺒﻬﻢ وﺗﺸﺘﺮي ﻟﻬﻢ اﻟﻬﺪاﻳﺎ ﻟﺘﺨﻔﻒ اﻟﻌﺐء ﻋﻦ أﻣﻬﺎﺗﻬﻢ اﻷراﻣﻞ .

ﺧﺪﻣﺔ ﺿﻴﻮف ﷲ

مازال زﻣﻼءﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺧﺪﻣﺔ ﺿﻴﻮف اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﺘﺴﺎءﻟﻮن، ﻫﻞ رﺣﻠﺖ ﺳﻮﺳﻦ ﻓﻌﻼ؟ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل :«ﻫﺎﻧﻲ اﻟﻤﻌﺎﺗﻴﻖ» “ﻣﻦ ﺣﻖ ﻫﺬه اﻟﺮاﺣﻠﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﻒ وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻜﻠﻮﻣﺔ ﻟﺮﺣﻴﻞ أﺧﺖ ﻋﺰﻳﺰة ورﻓﻴﻘﺔ درب ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ رﺑﻊ ﻗﺮن ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎلاً ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة اﻟﻤﺨﻠﺼﺔ، وﻫﻲ ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺬﻛﺮ ﻟﻨﻮﺻﻞ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎلح‘‘ 

ﺳﻮﺳﻨﺔ اﻟﻤﻴﺜﺎق

«ﻋﺎﺗﻘﺔ اﻟﺼﺎدق» ﺗﺼﻒ رﻓﻴﻘﺘﻬﺎ ﺑـ(ﺳﻮﺳﻨﺔ اﻟﻤﻴﺜﺎق) اﻟﺬي ﻻ ﻳﺒﻠﻰ اﺳﻤﻬﺎ وﻻ ذﻛﺮﻫﺎ ﻳﻤﺤﻰ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﺎدﻣﺔ ﻟﻀﻴﻮف ﷲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20 ﻋﺎﻣ ًﺎ، ﻓﺎﺧﺘﺎرﻫﺎ ﷲ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒﻬﺎ واﺻﻄﻔﺎﻫﺎ ﺑﻴﻮم ﻋﺮﻓﺔ. 

ﻃﺒﻴﺒﺔ اﻟﺮوح

أ مّا «زﻫﺮاء اﻟﺪﺧﻴﻞ» ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أنّ ﻣﻦ ﻳﻌﺮف «ﺳﻮﺳﻦ» ﻳﻌﺮف ﺑﻴﺎض ﻗﻠﺒﻬﺎ، يُدرك ﺻﺪق ﻧﻮاﻳﺎﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﻟﻤﺴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻮاﻧﺐ، ﻓﻬﻲ ﻓﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ، وﻓﻦ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ أﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠّﺖ، واﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، واﻟﻤﻮﻇﻔﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﺎروت ﻟﻠﺨﺪﻣﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، قلّما ﺗﺘﺤﺪث ﻣﻌﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ، أو ﻣﺸﺎوﻳﺮﻫﺎ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ، وﺣﻴﻦ ﺗﺘﺤﺪث ﺻﺪﻓﺔ ﺗﺠﺪ اﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﺗﺠﺪ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎس ﺑﻜﻞ أﻃﻴﺎﻓﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ذات ﻣﺮة أﺛﻨﺎء ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺑﺮ : “أﻧﺎ ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﻻ ﻳﺴﺄل ﻣﺮﻳﻀﻪ ﻋﻦ ﺣﺴﺒﻪ وﻻ ﻧﺴﺒﻪ، وﻻ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻣﺮﺿﺎه ﻋﻠﻰ أي أﺳﺲ ﻟﻜﻨﻬﺎ وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﺐ آﻻﻣﻬﻢ، وأﻧﺎ ﻫﻜﺬا ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻲ ووﻇﻴﻔﺘﻲ ﻻ أﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ إﻻ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻲ” ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺤﻖ ﻃﺒﻴﺒﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ واﻟﺒﻠﺴﻢ اﻟﺸﺎﻓﻲ . 

أﺟﻮاء ﺑﻬﺠﺔ

وﺗﻀﻴﻒ: “أمّا ﻋﻦ ﺗﻄﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺿﻴﻮف اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﺨﺎدﻣﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ ﺑﻄﺒﻌﻬﺎ، اﻟﻤﺘﻮارﻳﺔ ﻋﻦ اﻷﻧﻈﺎر، لأنّ ﻳﻘﻴﻨﻬﺎ بأنّ ﷲ ﻣﻦ ﻳﺮى ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺿﻴﻮف اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺸﻘﺔ اﻟﻌﻤﻞ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻸ اﻷﺟﻮاء ﺑﻬﺠﺔ وﺳﻌﺎدة .

الشغِفة بالحبّ

اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ « أم أﺣﻤﺪ آل ﺳﻴﻒ» اﻟﺘﻲ ﺧﺘﻤﺖ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺗﻮﺿﺢ أنّ اﻟﺮاﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺗﺎروت ﻛﻤﺘﻄﻮﻋﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﻘﺪم اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻷﺳﺮي ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮاﺣﻠﺔ ﺗﻼزﻣﻬﺎ ﻓﻲ زﻳﺎراﺗﻬﺎ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺤﺎﻻت ﻟﻸﺳﺮ اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ .

ثقة الناس 

وتضيف : ‘‘الراحلة من أكر الشخصيات التي أعتمد عليها كثيراً إذ كانت ملازمة لي لسنوات طويلة في خدمة المجتمع عن طريق الجمعية كنت اعتبرها المنجم و المصدر الموثوق فيه في تزويدي بالمعلومات الدقيقة عن أحوال الفقراء و المحتاجين؛ لشدّة حبها وشغفها لخدمة مجتمعنا، وكذلك لعفويتها وبساطتها وتواضعها، وطيبتها؛ ولثقة الناس بها كثيراً وبسرعة فائقة لا ميل لها‘‘ .