الأخبار و التقارير الإعلامية

المحامي الغريافي: في ايلاف الأسري "العشرة بالمعروف محققة للسعادة في البيوت "



زينب المرحوم ، اللجنة الاعلامية


ناقش المحامي سعيد عبد العزيز الغريافي في محاضرته التي القاها في الليلة الثالثة في ملتقى ايلاف الأسري التابع للجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية تحت عنوان "الفرقة بين الزوجين والآثار المترتبة عليها " وذلك مساء الجمعة 21 أكتوبر 2022م، في مسرح روضة تاروت النموذجية . 


وبدأ الغريافي حديثه بمقدمة قال فيها : تستقر الحياة الزوجية ويسعد الزوجان عندما يعرف كلا منهما ما لهما وما عليهما من حقوق ، ويؤدي كل طرف حقه تجاه الاخر ويحسن إليه المعاملة ، وذلك ما جاءت الشريعة الإسلامية والأنظمة الوضعية مؤكدة عليه ، حيث أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتماما بالغا بالأسرة ، وأفردت له أنظمة عديدة وأحدثها ( نظام الأحوال الشخصية ) الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م /73) وتاريخ 6 / 8 / 1443هـ. 


وعرض الغريافي حقوق الزوجين تجاه بعضهما من خلال ما شرعه الإسلام ، فالهدف من الزواج تحقيق أسمى المقاصد ، والاساس هو الاستقرار والمودة والرحمة بين الزوجين و قد بينت الاحكام الشرعية والأنظمة الوضعية ما لكل الزوجين من حقوق على الآخر وما عليه من واجبات، ليسود الاستقرار والود في الحياة ولكن عند حدوث النزاع والشقاق بينهما فلا بد من حله باعتماد الزوجين على أنفسهما ابتداءً وإن تعذر عليهما ذلك فيقوما بإدخال طرف ثالث في محاولة للإصلاح بينهما حسب ما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ).


وأضاف فان تعذر الصلح بينهما وتصدعت الحياة الزوجية ووصلا إلى طريق مسدود في حل الخلاف ، وأصبحت مصلحة إنهاء العلاقة الزوجية أكبر من مصلحة بقاءها وذلك لعدم إمكانية الاستمرار في حياة زوجية لا يسودها المودة والرحمة فقد شرع الله عزو جل ( الطلاق ) .


وذكر في معرض حديثه أن الرابطة الزوجية تحل بين الزوجين بـ( الطلاق ، الخلع ، الفسخ ، النكاح ) ، وأن الطلاق نوعان هما : طلاق رجعي لا ينهي عقد الزواج إلا إنقضاء العدة ، طلاق بائن ينهي عقد الزواج حين وقوعه ، وينقسم إلى قسمين : الطلاق البائن بينونة صغرى ، لا تحل المطلقة بعدة لمطلقها إلا بعد انقضاء عدتها من زوج آخر دخل بها في زواج صحيح من غير قصد الزوج التحليل، وكل طلاق في زواج صحيح يعد طلاقا رجعيا ما عدا الطلاق المكمل للثلاث ، تبين به المرأة بينونة كبرى ، أما الطلاق قبل الدخول أو الخلوة ، تبين به المرأة بينونة صغرى .


وفي تعريفه للخلع قال المحامي الغريافي.. أنه فراق بين الزوجين بطلب الزوجة وموافقة الزوج مقابل عوض تبذله الزوجة أو غيرها ، وأن كل ما صح اعتباره مالاً صح أن يكون عوضا في الخلع ، ولا يجوز أن يكون العوض إسقاط أي حق من حقوق الأولاد أو حضانتهم ، إذا كان عوض الخلع هو المهر فيقتصر على تسليم ما قبض من المهر ويسقط ما بقي منه ولو كان مؤجلا .


بينما فسخ عقد الزواج هو كل تفريق بحكم قضائي، وتكون فرقة بائنة بينونة صغرى ، ولا تحسب من التطليقات الثلاث ، وأوضح على سبيل الشرح بعض الحالات التي تفسخ فيها المحكمة عقد الزواج ومنها: أن لكل من الزوجين طلب فسخ عقد الزواج لعلةِ مضرة في الأخر أو منفرة تمنع المعاشرة الزوجية ، وقد تفسخ المحكمة عقد زواج الزوجة التي لم يتم الدخول بها بناء على طلبها لعدم أداء الزوج مهرها الحال إذا انتهى الأجل الذي حددته المحكمة لأداء المهر ولم يؤده.


 أيضاً من الحالات اضرار الزوج بزوجته ضررا يتعذر منه دوام العشرة بالمعروف إذا ثبت وقوع الضرر، وكذلك إذا طلبت الزوجة فسخ عقد النكاح قبل الدخول أو الخلوة وامتنع الزوج عن طلاقها أو مخالعتها وأعادت ما قبضته من مهر وتعذر الإصلاح بينهما ( الفسخ بعوض ).


وأشار الغريافي كذلك، إلى الأثار المترتبة بعد حصول الفرقة بين الزوجين وهي : العدة ، الحضانة ، النفقة ، الزيارة .


وأن العدةَ للمرأة تختلف مدتها بحسب كل حالة فعدة المطلقة غير الحامل تكون كالتالي : ثلاث حيضات لذوي الحيض ، ثلاث أشهر للآيسة ، وثلاثة أشهر لمن لم تحض فإن رأت الحيض قبل انقضائها ابتدأت المرأة العدة بالحيض .


ثم تعرض لموضوع الحضانة والشروط الواجب توافرها في الحاضن منها: أن يكون كامل الأهلية، ولديه القدرة على تربية المحضون وحفظه ورعايته، وسلامته من الأمراض المعدية الخطيرة .


وحدد المرحلة العمرية التي يستطيع فيها المحضون الاختيار بين أحد والديه، وهي إذا أتم خمسة عشرة سنة من عمره فله الاختيار في الإقامة لدى احد والديه ما لم تقتض مصلحة المحضون خلاف ذلك وتنتهي الحضانة بتمام ثمانية عشرة سنة .


وحذر الغريافي من أثار الطلاق على الأطفال منها التأثير النفسي والعاطفي ، والاجتماعي والسلوكي والصحي والمادي وذلك حسب المستوى المعيشي للطفل ، كما له تأثير على المستوى التعليمي والاكاديمي.


وختم الغريافي محاضرته بقوله لا سعادة ولا طمأنينة في البيوت إلا اذا قامت الحياة على العشرة بالمعروف وهذا الحق أمر الله به لما فيه من صلاح أمر الزوج والزوجة ولما فيه من السعادة لهما ولما للشقاق والنزاع والطلاق من اثر بالغ مدمر على الأسرة بشكل عام، وعلى الأبناء بشكل خاص " إن وجدوا " ولقوله تعالى ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) فالواجب على كلا الزوجين أن يتعاونا على الخير، وأن يكون كل واحد منهما حريصا على المعاشرة الطيبة . 



وفي ختام الليلة الثالثة تم تكريم المحامي سعيد عبد العزيز الغريافي، من قبل إدارة جمعية تاروت بحضور نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبد السلام الدخيل وعدد من الأعضاء المتطوعين بتقديم درع تذكاري وشهادة شكر، وفي نهاية المحاضرة وجه نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبد السلام الدخيل ، شكره و أمتننانه للمحامي الغريافي، لما قدمه من مادة قيمة تساهم في ثقافة الأسر في مجتمعنا من حيث ما أقره نظام الأحوال الشخصية لحماية الأسرة والحفاظ عليها من التشتت والضياع و لفريق ايلاف الأسري على جهودهم وحرصهم على تقديم برامج هادفة للأسرة.
البوم الصور
المحامي الغريافي:  في ايلاف الأسري "العشرة بالمعروف محققة للسعادة في البيوت "