الأخبار و التقارير الإعلامية

إضاءة 2



بقلم: محمد الشيوخ 

على خلفية التنويه الذي تم توجيهه لبعض الآباء للتعامل بايجابية مع ابنائهم من خلال مجلة العطاء في عددها 18 ، الصادرة من اللجنة الاعلامية بجمعية تازوت الخيرية ، عبر زاوية "إضاءة "وردتنا مجموعة من ردود الفعل لبعض القراء الاعزاء ، تتحدث جميعها عن الوان متعددة من ظلم الآباء اما لهم مباشرة او لمن حولهم ، ومن بين هذه الردود تعليق لافت يتضمن كمية من الحزن والألم لفتاة في مقتبل العمر تعاني هي الأخرى من ظلم ابيها لها وتمييزه وتقصيره نحوها .
 
ساحاول ان انقل هذا التعليق من خلال هذه الزاوية ايضا ولكن بتصرف قليل للقراء الاعزاء دون الاخلال بالمضمون بغية التنبيه اولا من خطورة هذا اللون من الظلم الممارس في اقبية بعض البيوت والذي غالبا ما يتم السكوت عنه فيكبر ويستشري ويفتك بالعديد من فلذات الأبناء والبنات ويشوه نفوسهم ونفوس مِن حولهم ومن يأتي بعدهم من الاجيال، ومن ثم التفكير ثانيا وهو الاهم في كيفية معالجة مثل هذه القضايا او الحد من اضرارها .
 
تقول الفتاة المذكورة في تعليقها المرسل مخاطبة كاتب هذه السطور : ليتك ايضا متكلم عن ظلم الآباء لبناتهم والتمييز بين الاولاد والبنات وسلبهم الحقوق والحريات، منوهة ان ما تحدثت عنه في ذات الزاوية يلامس الواقع المؤلم لبعض الأسر في مجتمعنا وتترتب عليه مآساي وآلام وجروح لا تلتئم ولو مر الزمان. 
 
وتضيف ، انا ضحيه لهذا الظلم والتمييز والعنف الاسري والتزمت للأسف، فوالدي ظلمني في أمور كثيرة حيث انه يفرق بين ابنائه الذكور والاناث للأسف، وانا اليوم ضحيه من ضحايا العنف الأسري والظلم وبتُ لا اقوى على فعل اي شيء بسبب المرض الّذي لازمني السرير ووالدي لم يكلف نفسه لعلاجي او ايجاد حل لمرضي فهو لا يعيرني اهتماماً ولا احساس .
 
وتوصف الأخت مشكلتها قائلة : لقد خلت سنوات من الظلم والاضطهاد وسلبي ابسط حقوقي في الحياه حتى في زواجي تدخل ومنعني ، كما ومنعني ايضا من ان اذهب للحج ايضا ، وقد بدأت صحتي بالتدهور وانا لا زلت في عمر الزهور واصبحت كعجوز خاوية القوى نحيلة الجسم لا اقوى حتى على التنفس بشكل اعتيادي، بل حتى لا استطيع ان ابذل مجهودا بسيطا من الحركة كما لا اقوى على الكلام بشكل متواصل ، كما انه سلب مني الضحك والتبسم .
 
حاليا ليس معي الا امي حيث تساعدني وتخدمني في الامور البسيطة.ومع مرور الوقت ابتعد عني اخوتي واخواتي وانشغلوا بأنفسهم ولم يكلفوا انفسهم بالجلوس معي او السؤال عني او ايصالي للمستشفى..هكذا تقول .
 
انا اليوم حبيسة الدار لا ارى غير غرفتي ودورة المياه ولا استطيع حتى الجلوس مع اخواتي وامي بشكل طبيعي واشعر بالضيق والتوتر طوال الوقت بالذات عندما ارى والدي يتحدث ويضحك...بهذه العبارة المؤلمة ختمت رسالتها.
 
مع ان الأخت المتحدثة اعلاه عن فصول مأساتها بحاجة ماسة ، كما اظن ، لتدخل عاجل من جهة معنية بالعنف الاسري لمساعدتها ، الا ان كاتب هذه السطور وفي مثل هذا الموقف ليس بوسعه الا تقديم كلمات عابرة لا تخلوا من التشجيع والتضامن والمواساة والتطمين بتحسن الحال والتأسف لمًا يجري والتمني لها ولامثالها بالدعاء بدوام الصحة والسلامة وازاحة هذا اللون من الظلم عاجلا وليس آجلا، مع اقتراحي عليها بضرورة التواصل العاجل مع احد الاخصائيات في الشؤون الأسرية والنفسية لدى بعض الجهات المعنية بهذا الشأن، لعلها تستطيع ان تقدم لها خدمة انسانية اسعافية عاجلة تساعدها في الخروج من ازمتها او لملمة بعض جراحاتها ومن ثم التخفيف من معاناتها وآلامها.

* مشرف اللجنة الإعلامية
البوم الصور
إضاءة 2